الثلاثاء، 16 يناير 2024

وهم اجتماعي (الجزء الأول)

 هذا العنوان استخدمته سابقًا لكتابة كتاب أو رواية سابقًا، وصارت تلك الفكرة على الرَّف كما أحب أن أُعبِّر، وحينما مضى بي الزمن
وجدت نفسي أعيش هذا الكتاب ولم يعد مجرد فكرة، بل صارت تحدي.

ربما تعيشها أنت عزيزي القارئ بمفاهيمك أنت وطرقك أنت، ولكني أنقل إليك تجربة شخصية في هذا الوهم الاجتماعي الذي صار مخيمًا على حياتنا صانعًا شِباكه كشباك العنكبوت وهي تنسج ذاك الخيط الرفيع حول فريستها.

هيا نتصفح هذا الوهم!

هل هو وهم حقًّا أم واقع جعل حياتنا التي نعيشها وهمًا؟


لا أعرف، ولكن ما أعرفه أن مواقع التواصل الاجتماعي - غالبيتهم - قد تسببوا في صناعة شكل مختلف تمام الاختلاف عما عاهده أجدادنا في الماضي!

نحن الآن في عهد جعل الشارع والعالم أجمع في بيتنا بحلوه ومره، وهذا الأمر يختلف من إنسان لآخر أو من تطبيق لآخر.

ولهذه المواقع خط زمني مليء بالتفاصيل، منذ ولادته حتى شبابه الذي نعيشه ولا أستطيع تصور الحياة كيف ستكون حينما تصل تلك المواقع إلى الشيخوخة، والحقيقة فإن فعلًا بعض منها قد وصل إلى الشيخوخة، والبعض الآخر مازال في مرحلة الطفولة.

الشيء الجدير بالذكر أنني الآن ربما أُحَدِّثكم من موقع تواصل اجتماعي، فيأتي أحدهم ويقول: لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في حياتنا ودور إيجابي بالتحديد.

والرد: أتفق معك، ولكن ليس بالكلية، بكل دقيقة تجلس فيها على أي منصة منهم تجد منشورات بالمواضيع الآتية : (سياسة - تربية - ترفيه -


خيال - مصيبة - دين - خبر سعيد - أمر هام - عيد ميلاد أحدهم - مصيبة - صورة جديدة لصديق - ... ) ويبقى الأمر بهذه العشوائية المزعجة التي تتكرر بشكل يجعل الدماغ في حالة تقرب إلى التشويش وقلة التركيز وذلك ازداد بعدما ظهرت بعض التطبيقات بفكرة المقاطع القصيرة التي لا يزداد طولها عن 30 ثانية أو 15 ثانية، والتعرض المباشر لهذه المقاطع بشكل متكرر وسريع يجعل العقل معتادًا على هذا النمط فيصبح أسلوب حياة.

لهذا السبب فكرت وخططت وبحثت عن سُبل التخلص من هذا الوهم الاجتماعي الذي نشأنا فيه، ووجدت أن الموضوع أسوأ مما كنت أظن، فالأمر صار إدمانًا، كإدمان المخدرات والتبغ. 

وهناك طُرق عديدة بسيطة قد تساهم بعض الشيء في التقليل من تأثير هذه المواقع ومن ثَم تنتهي هذه الحالة الادمانية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقد ازداد عدد الزائرين اليوم!😮