أنا لست فخوراً أبداً بهذا الماضي بل بالعكس تماماً مازلت أحزن على أنني كنت هكذا، ولم أكن عاقلاً كما يكفي حيث أفكر أصلاً في فِكر كهذا، الحمد لله أنني كنت أفكر دائماً في العقاب الذي كان سينتظرني إذ اتخذت خطوة كهذه في حياتي، فالدنيا فانية بمشاكلها ومصاعبها ستنتهي يوماً ماً، وستتبخر معها الآلام والمتاعب والأوجاع وخلافه، ولن يتبقى شيء غير عملك الذي ستلقى الله به.
الحقيقة، أنا لم أكتب هذا المقال لأتحدث في الدين، والحقيقة أنا أريد أن أتحدث عن الصعاب والشدائد التي تواجهنا في حياتنا اليومية، نحن نواجع الصعاب بكثرة وبتنوع، ولكن منها ما هو ظاهر وكبير ومنها ما هو باطن وخفي غير ملحوظ.
عليك أن تنتظر يا صديقي، فلن تمطر السماء حينما تجف الأراضي! كلما انتظرت نلت ما أردت، فما يريده الله سيأتي ولكن
عليك أن تنتظر.
لنعد مجدداً لقصة الانتحار والهروب، في هذه المدّة كنت أواجه الكثير من المشاكل النفسية العميقة، كنت أبكي يومياً وأدعو الله كل ساعة بأن أخرج من هذا الضيق والكرب، ومازلت أدعو الله ست أعوام والدمع من عيني يذرف بمرور هذا الزمان.
إنه نور من بعيد، بل إنه كإنسان يمد يده ليأخذني من الضيق إلى السعادة والراحة والأمان، والحمد لله وجدت نفسي في جنة، رسمت ابتسامة عريضة على وجهي. الشمس فوقي تنير المكان وتدفئه، أشعر أني بأفضل صحة وحال الحمد لله.
إن بعد العسر يسر.
وها أنا الآن في بلاء جديد، وهو أصعب في الحقيقة، ولا أدري متى سأخرج منه، ولكني على يقين قوي الآن أني سأخرج منه إن شاء الله، فقط على أن أصبر وأنتظر، أصبر وانتظر، أصبر وأنتظر.
وهذا ما تعلمته من المصاعب والشدائد الماضية، والآن أنا مستعد لأني تعلمت كيف أتعامل مع الصعاب في المرة الماضية وسأستطيع أن أتعامل معها هذه المرة بإذن الله. فقط أنا على يقين قوي وكبير بالله.
والحمد لله خرجت من المصاعب الماضية أكتب وأرسم وأنصح والحمد لله ارتفعت وارتقت نظرات الناس لي وصلت فخوراً بنفسي وفي النهاية أريد أن أحمد الله حمداً كثيراً وطيباً ومباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض.
والآن أهدي لك مقطعاً صغيراً عن الصبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق