فأجبت: كانت بريئة.
فسألت نفسي: وكيف هي حياتك هذه الأيام؟
فأجبت: كالفُلكِ تسري في موجٍ كالجبال!
ربما تغيرت طفولتنا وحياتنا تغيرًا جذريًّا، ولكن هذا بعيد، لتسأل نفسك، كيف كانت شخصيتك منذ عام؟
فستجد أنها مختلفة كثيرًا عن ذلك العام!
وهذا هو الواقع، ربما إذا تمعَّنت في الأمر لوجدت نفسك تغيرت عن يوم أمس! ولا أبالغ!
الأمر هنا، هو إلى أي اتجاه هو التغيير، إلى الأمام أم إلى الخلف؟
لهذا الأمر عِدَّة أبعاد، فربما تغيرت طباعك الأخلاقية إلى الأفضل (الأمام)، وربما تغيرت طباعك الدينية إلى (الأدنى) الخلف، الأمر الذي يدعو إلى تسليط الضوء عليه، هو أن نحاول جاهدين أن ترتقي أنفسنا في جميع نواحيها إلى الأمام، ولا نبقى ثابتين، ولا نرجع إلى الخلف، قد يبدو لنا الأمر أن تغير الظروف المحيطة والزمن والأجيال هي ما تدفعنا إلى التغير، إلى الأمام أو الخلف، هذه قضيتك أنت، الراجح أن تُطَوِّع جميع الظروف لتكون تحت طاعتك، تسير مع رغباتك، وتكون سلاحًا حادًّا أمام مصاعب كل زمن.
كما تناولت سابقًا، الطفولة، عنوانها البراءة والتعلم، وسلاحها الخيال، والمراهقة أي المرحلة الانتقالية بين الطفولة والشباب، سلاحها التقوى والتعلم وضبط النفس، بينما الشباب سلاحه العلم والعمل، والكهولة سلاحها الصحة، والشيخوخة سلاحها التواصل - أي الحفاظ على العلاقات وعدم قطعها، مع الأصدقاء والأقارب - وربما ترك بصمة جميلة على كل شيء.والزمن يحتاج من يفهمه، ويحتاج من يطوِّعه ليفيده، وأيضًا يحتاج منك أن تُفيد غيرك وأن تكون عضوًا داعمًا لغيرك، حتى تستطيع تِلك الأُمة بأن تتماسك وتُكَوِّن حائطًا وسدًّا منيعًا في وجه الصعاب، لذلك،
عزيزي القارئ، لابد أن تفهم أنك لست وحدك في هذا المجتمع، وعليك أن تنظر داخلك وتبحث عن كُل ما ضعيف بداخلك، وكل ما يحتاج التطوير، وليس هذا فقط، فالأفضل أن تكون متطورًا حتى تكون لاعبًا أساسيًّا في هذا المجتمع وهذه الأرض الزرقاء.فالحياة وموجاتها لا تتحمل التخلف، فإن تخلفت سُحِقْت، وأيضًا إن تقدمت خدمت (ولا تَسْحَق).
لا تقلق من الدنيا والحياة، بل استعد لها، ولا تخف من شيء فكلما زادت مخاوفك ضَعُفَت قُدرتك ما دمت لا تستعد.
دمت بخير يا صديقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق