تزيد من وزنك، لأنك تتبع حمية غذائية معينة؟
كذلك الوداع أنت بحاجة له لأن طعمه حلو المذاق لكنك بداخلك تبكي ألمًا من الفراق! حينما قال الفنان حمزة نمرة في أغنية له "مهو عادي عادي محدش في الدنيا دي بيتعلق بشيء إلا وفراقه يدوق" أي أنه شيء واقعي وحتمي أنه حينما تتعلق بشيء، يجب عليك أن تُدرِك فراقك له، وأن تكون واعيًا لهذا الأمر، فلا تتشبث به!
فحينما تعلقت ببعض الأصدقاء بالمدرسة، افترقنا بسبب الجامعة، وحينما تعلقت يومًا بفتاة،
فرق بيني وبينها الجامعة أيضًا، رغم أننا مازلنا على تواصل ضئيل. كالشوكولاتة، أحبها ولكن أكلها مُضر لي في هذه الفترة، فيجب أن أتوقف عن أكلها. فمثل هذه العلاقات أن تحققت أفسدت دين الطرفين.
ومن قريب جدًا كان فراقي لزوجة عمي، ولكن هذه المرة دون وداع مسبق، فقد توفاها الله تعالى بعد صراع حاد مع المرض، ولكن هذه الدنيا ليست صحية، فهي كالشوكولاتة كما أقول، الشوكولاتة صعبة المنال، فإن الوقت يذيبها، وإن أكلتها تذوب في حبها، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، فستأكلها كلها، وأنت تعلم أنها ستنفذ، فإما أن تشتري واحدة أخرى، أو تذهب للأكل الصحي.
ولربما الأكل الصحي هنا هو كل طعام عاد إليك بفائدة وليست بحلاوة الشوكولاتة، كالعبادة، فالعبادة، حلوة وروحانية وتنير القلب،
ولكن ليست كطعم الشوكولاتة، ليست كطعم الشهوات التي خلقها الله فينا، لنستغلها في الحلال فقط وبالقدر الكافي.
ووداع الغذاء الصحي، ربما غير موجود أي أن الغذاء الصحي حقيقة متاح حولنا في كل مكان، فالخضار والفاكهة جميعهم مفيد باختلاف الفائدة، وتنوعها وكثرتها تجعل وداعها أشبه بالمستحيل.
ربما الأمثلة تبدو غريبة بعض الشيء، لكني أجدها بهذا الشكل، فكما أقول أن الوداع في جميع صوره كالذي يتبع حمية غذائية صحية، ويأكل الشوكولاتة، فيفسد حميته، ولكن أحيانا يفتقد المرء منا إليها لمذاقها الفريد، مع العلم انها قد أفسدت طعم النجاح لهذه الحمية. حينما أودع أحدًا أقول بداخلي: شكرًا على هذه الزيارة الجميلة، التي يختلط بها مشاعر الحب والبكاء، فلا تستطيع أن تمسك دموعك، ولا تستطيع أن تُمحي ابتسامتك، شعور صعب يمتزج فيه الحلو بالمالح أو الحار.
إن حقًا مشاعر الإنسان معقدة للغاية تُمزق الإنسان من الداخل، بغمضة عين، أو بحرف في كلمة، وقد تُصلح ما اتلفه التاريخ أيضًا بكلمة أو بغمضة عين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق