لذلك كَثُرت الأحاديث والآيات عن الصلاة والمصليين وصفاتهم، وجزاء المصليين، وعقاب تاركي الصلاة وغيرهم.
لذلك عن تجربة شخصية ربما قد أكون وجدت طريقًا يساعد المرء منا على الحفاظ على الصلاة، وبالتحديد للذكور منا.
تبدأ القصة مع بدايات جائحة كورونا التي تعرض لها جميع سكان كوكب الأرض، بغلق جميع دور العبادة منهم المساجد والأضرحة،حتى صار الأذان يقول "صلوا في بيوتكم، صلوا في رحالكم".
حينها صار والدي يصلي بنا إمامًا، فكنا كأسرة نجتمع خلفه نصلي في ترابط أُسري...، ولكن، كان والدي يُطيل السجود بنا، وهذا الأمر حقيقة جميل، ولكنه كان مُرهِقًا لنا، ولم نعد نستطيع تحمل هذه الإطالة في السجود.
وما حدث أننا صِرنا نُصَلِّي في المنزل كان أمرًا مُرهقًا بالنسبة لي، فكنت منتظر المساجد بأن يتم السماح بفتحها والأذان فيها.
وقد حدث، ومعها شعرت بنعمة فقدان المسجد، فصرت مقبلًا عليه هروبًا من الصلاة مع والدي، وإقبالًا على المسجد اشتياقًا له.
_____
مع العلم أنني لم أكن ذلك المواظب على الصلاة، فكنت أصلى الظهر مثلًا قبل العصر بثلاث أو خمس دقائق على سبيل المثال، في عدم اطمئنان، خوفًا من أن تؤذِّن العصر، وكذلك مع العصر، كنت أصليها قبل المغرب بدقائق، والمغرب قبل العشاء بدقائق، والعشاء قبل النوم مباشرة...وكل هذه الصلاة كنت أصليها في عجالة كبيرة، بدون تريث ولا أي طعم للخشوع في الصلاة.
____________
نعود إلى فترة كورونا، فحينما فُتحت المساجد، صرت أصلي فيها جميع الصلاوات يومًا يأتي ويُطوى يوم، حتى حتى صارت الصلاة في المسجد عادة، وإن مرَّت علي صلاة بدون مسجد، أشعر بالنقص وأن هناك شيء غير كامل، وإن لم تسمح لي الظروف بالصلاة في المسجد، فكنت أصليها في البيت بمجرد سماع الأذان.
______
مع العلم أن كل هذا من أوله لآخره هو هدى الله عز وجل، والحمد لله. وبصراحة فإن الصلاة في حد ذاتها مُريحة للقلب والروح، فهي عبادة فردية واجتماعية في آن واحد، فهي فردية لأنك تعبد الله وحده، وهذه العبادة لك، تعبد الله لتنال رضاه وتُحمده على كل شيء.
قيل مرة عن الصلاة، انه أمر فعلا هامًا للإنسان... فيقولون عن بعض الأجهزة الكهربائية، يجب أن تُعْرَض على صانعها (الفني)
ليفحصها ويتأكد أن كل شيء يعمل على أكمل وجه.
فما بالك بالصلاة، فأنت أيها الإنسان تُعرض على الله (خالقك وصانعك) خمس مرات باليوم!.
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق