تأتي الآلام من حيث لا ندري، نحن لا نرى الشوكة قبل أن تُصِيبنا، لا تأتي الرياح كما تشتهيها السفن.
إنه كالمرض المستعصي، فلا تدري ما سببه، تصحو من يومك، ترى شِبَاكٌ من خيوطٍ رقيقة أسفل سَريرك، ولم تر العنكبوت التي نسجت هذه الشباك، فتتساءل، من أين أتت تِلك الشِبَاك، يبدو أنها كانت تُنْسَج منذ أيام في الخفاء دون أن تر ودون حتى أن تُنَظِّف أسفل سريرك.
هذا بالضبط حالي الآن، لا أدري من أين جاءت تِلك الشِّباك الرقيقة، تلك خيوط شفَّافة لا أعرف متى نُسِجت ومن نسجها، ولكن ربما كل مرة أحاول تنظيفها، أراها قد تكونت مجددًا! وها قد عَرِفت السبب!
لست مُتأكدًّا بالضبط ولكني أعرف أن عنكبوتًا قد نسجتها، فيستحيل أن تكون هناك دودة قَزٍ قد نسجتها!
أعتقد أنها رِحلتي في البحث عن العنكبوت.
هل أراقب أسفل السرير الذي امتلأ بالشباك؟
هل العنكبوت خفية؟لماذا نسجتها أسفل سريري بالذات؟
حسنًا، سأنظف أسفل سريري! سأمسح كل الاتربة، سأنقل الخردوات التي أسفله وسأبقي أسفل سريري نظيفًا ولن أدع للعنكبوت مجالًا لنسج خيوطها، لنرى من المنتصر الآن!
أخيرًا....انتصرت...مضت أيام وأيام ولا شباك أسفل سريري! سأُرجع الأمتعة والخردوات تِلك التي صارت أسفل خِزانة الملابس.
سُحْقًا! إن هناك من شِباك العنكبوت أسفل الخِزانة، بل إنه أكثر مما سبق! هل هي بسبب الأمتعة؟
سأتخلص من الأمتعة.
تخلصت منها....وتمر الأيام، وأجد شِباكًا أسفل الخِزانة والسرير! والآن على السقف!
ماذا أفعل مع هذه العنكبوت التي أثارت كآبتي وحزني، وأرهقتني.
أريد مُعِينًا يُعِينني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق