الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

الانتحار! وكيف الهروب منه

     فكرة الانتحار تأتي مثل الجرثومة الخبيثة التي تُصيب العقل والفِكْر، كأنما هي عبارة عن جرثومة ظلت تتكاثر وتتكاثر تلتهم العقل وأفكاره، وتنتشر بين خلاياه حتى تحتل تفكير الشخص الذي فكر يومًا ما في هذا الأمر!.

    وللأسف فقوة العقل بشكل عام، تخلق طرقًا متعددة للانتحار، وتخطط أفضل تخطيط للسير في هذا النفق الذي ينتهي بهاوية آخرها النيران.
     الانتحار وسيلة العقل للهروب، والعقل من طبيعته محب للراحة ويبحث عن أي شيء يكتب له الراحة التامة والخالية من أي ضغوطات، وخالية من أي مشاكل أو هموم.

     إذن فما هو الحل؟

     مضى وقت كبير منذ آخر مرة كتبت فيها مقالًا على مدونتي، وما دفعني لكتابة هذا المقال هو منشور رأيته من شخص يفكر في الانتحار ويطلب النصيحة، وفكرت في أن النصيحة وحدها لا تكفي، وكما ذكرت سالفًا أن الانتحار كالجرثومة تلتهم الفكر، وخطر ببالي انه لما ليس هناك وقاية من هذا المرض؟

     الوقاية في هذه الحالة وفي الحالات المشابهة، كالتفكير في الهروب من شيء ما بشكل عام، تأتي بالتربية والتعليم، وبالتحديد من المحاور الآتية:-

1) أولًا: نأتي بالدين: فالدين - وبالأخص الدين الإسلامي - يأتي في المقام الأول محرمًا ومجرمًا هذا الفعل، ويهذب عقل المرء ويدفعه إلى الطريق الصحيح، فعلى المرء أن يتطلع ويتفحص دينه بعناية ويقرأ ما فيه من أوامر ونواهي، ويكون علاقة قوية مع ربه، تربطه بشكل وثيق وتبعده عن هذا الفكر.

2) ثانيًا: التوعية: كثير من البلاد تقوم بإحصاء الانتحار وعدد المنتحرين كل عام، فبالتالي من الواجب على الإعلام تسليط الضوء على هذه المشكلة بشكل واضح وصريح، ونشر الوعي اللازم الخاص بهذا الأمر.

3) ثالثًا: الدعم: الدعم يأتي من القرناء والأخلاء، وإن لم يكن لهذا المريض "أجل مريض" أهل أو أخلاء أو غيره، فعلى أي إنسان يرى بأن عينه شخص ما مُشتَبه به يريد الانتحار، وعلى حسب الحالة: إن كانت خطيرة: فيرجو العجلة وعدم التهور والتفكير بشكل عقلاني، وإن كانت تدعو إلى الخطورة: أي أن الشخص مُقْبِلٌ على الانتحار ويسير بخطوات مقصودة، فعلى المرء بأن يلحق به ويشتته ويهدئ من روعه وإن كانت الحالة في البداية: فعلى المرء اللجوء إلى أن يدعو الطرف الآخر إلى زيارة طبيب نفسي، أو ليستمع إلى مشكلته - مجرد الاستماع - وإن طلب الرأي أو الحل، فكن عاقلًا في إجاباتك.

4) أخيرًا: تجنب الأذى النفسي: كلنا سمعنا عن التنمر، سمعنا عن الابتزاز والتهديد، سمعنا عن حوادث السرقة البشعة، وغير ذلك، كل هذا يؤدي بالضرر النفسي للإنسان، مما قد يدفعه للإقدام على الانتحار. وأريد أن أسلط الضوء عن التنمر والتهديد، فكلاهما حقًّا مؤلم، ولا يسبب جرحًا واضحًا. فبرجاء الحذر.

وفي النهاية فإن المرء منا عليه فهم السبب الذي قد يؤدي به إلى الانتحار، فالانتحار مجرد هروب، وسيلة هروب من مشكلة، مشكلة واحدة أو عدة مشاكل، وليس كل المشاكل، وحتى إن كان المرء يعتقد أنه هروب من كل المشاكل فهو/هي على خطأ، فنحن لا نهرب من المشاكل، بل نواجهها ونتعلم منها، ونستخلص منها العِبر والدروس ونجد الحلول منها، فنقوى بعدها على المشاكل الجديدة.
لذلك عزيزي القارئ لا تلجأ أبدًا إلى هذا الفكر، وإن أصابتك تلك الجرثومة، فعليك بتشتيت نفسك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقد ازداد عدد الزائرين اليوم!😮