قال رسول الله صل الله عليه وسلم:" يا أيها الناس؛ إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، كتاب الله، وسنة نبيه". وبناءً على ذلك، قد نجد أننا قد نحصل على بعض من المميزات والخير حينما نتمسك بتعاليم الله ورسوله وتصير حياتنا أفضل، لهذا أتساءل: لماذا يعيش الوطن العربي هذه الأيام في ضلال وفساد، على الرغم من أننا مسلمين موحدين بالله، لطالما أتساءل أيضًا: أين نحن من التقدم التكنولوجي والسفر إلى الفضاء والقمر.
لنتذكر سويًا الربيع العربي وثوراتها التي أدت بنا إما بالتحرر أو بالتدهور أو بقى الوضع ما هو عليه.
إذن فالمشكلة ليست في الحكومات وليست في الحاكمين فحسب، لربما ليست فيهم من الأساس، لربما المشكلة فينا نحن، ثورات الربيع العربي كانت أيضًا تُسمى ثورات الشباب، حيث أن من قادوها كانوا من فئة الشباب، هم من كانوا يطمحون لغد مشرق ومنير، من كانوا يأملون في هواء حر عليل.
ويا ليت لهذه الثورات من نتيجة واضحة في التغيير، بالفعل قد حققت مقاصدها ولكنها لم تحقق عدالتها ونزاهتها، فنحن نرى ما يحدث بأرض سوريا والضلال الذي يعيشه شعب تونس، كل هذا ونحن لا نفكر في السبب الأساسي الحقيقي لجميع مشكلاتنا.
ألا وهو الابتعاد عن الدين واتباع الشهوات والأنانية.
إن سألتك يا عزيزي القارئ عن آخر مرة صليت فيها الفجر حاضرًا، وإن سألتك عن آخر مرة ذهبت فيها قبل خطبة الجمعة بساعة تقرأ سورة الكهف في المسجد متوضئًا متعطرًا متطهرًا، مُسَبِّحًا، متبعًا جميع السنن المنقولة عن النبي محمد صل الله عليه وسلم، إن سألتك عن آخر مرة تصدقت بمالك، وإن سألتك عن المبلغ ذاته كم كان هو؟ إن وإنوإن، لن ننته من الأسئلة، المشكلة أن الأسئلة الماضية، تنفيذها أمرًا سهلًا، المشكلة الكبرى أننا نجد من لا يصلي صلواته الخمس يوميًا. إن سألت شخصًا غنيًا عن ماله وهل ينفق زكاته؟ إن سألت شابًا في ريعان شبابه، هل صام شهر رمضان الماضي؟ وتجد الكذب والرشوة كالماء والهواء في حياة بعضهم، قد تجد ألسنتهم تفوح منها رائحة البذائة والغيبة والنميمة.
عزيزي القارئ، إن كنت بعيدًا عن الله، فتقرب إليه، وإن كنت قريبًا منه فأكثر من فعل الخيرات، يا صاحبي لتعلم أن الدين هو أساس الحياة في الدنيا والنور والطريق للنعيم في الآخرة، هو البركة والنجاح هو القوة والفلاح. وكذلك سُنَّة النبي محمد صل الله عليه وسلم، فمنها نتعرف على محاسن الأخلاق، نتعرف على التربية نتعرف على الطرق الأخلاقية في قضاء حوائجنا فأفضل شكل ممكن له.
لنعود مرة أخرى للشباب، ونتسأل: من هم الشباب، وما أعمارهم؟ الشباب تتراوح أعمارهم تقريبًا ما بيت الـ18 والـ30 وقد نقول أيضًا الـ40، هم أناس في أفضل شكل لهم، وفي أفضل صحة لهم، هم على أولى خطواتهم في طريق الزواج، هم الآباء الذين سيربون أبنائهم في أهم فترة يتعلمون فيها وهي حين اتمامهم السابعة من عمرهم. أختم وأقول: قد نفهم مما تم ذِكره سابقًا أن تطور الأمهم بتمسكهم بدينهم، والأمم المتطورة حاليًا عن العرب، لربما
ليسوا مؤمنين بدين الإسلام، ولكنهم يطبقون تعاليمهم وهذا ما جعلهم "ربما سادة علينا ومن يتولون زمام الأمور في العالم في هذا الوقت"، فلهذا علينا التمسك بالدين جيدًا وفهم تعاليمه واتباع سُنة النبي محمد صل الله عليه وسلم والاهتمام بالتربية والحفاظ على المبادئ والأخلاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق