الأحد، 23 يناير 2022

مميز وليس الأفضل!

    أعتقد أن جميعنا يمتلك في حياته شيئًا مميزاً وفريدًا ولكنه في الحقيقة ليس الأفضل!

   قد يكون ما تمتلكه ساعة على سبيل المثال تلبسها في يدك، تقول أنها المميزة والفريدة، ولكن ما زلت ترى أنها ليست الأفضل.

فأفضل ساعة تخاف أن تلبسها خشية تلفها، فقدانها، إيذائها أو خشية أن تُسْرَق.

وما هذه الساعة في حياتي؟

    صديقي "علي" هو الصديق الفريد والمميز، وسط عشرات الأصدقاء العاديين، (علي) هو الصديق المختلف الذي ربما تعرض لكثير من المتاعب التي قد نشترك فيها، أو نتشابه فيها باختلاف تفاصيلها. لربما لم أعرفه منذ زمن بعيد مقارنة بغيره من أصدقائي. 

   (علي) أعرفه منذ قُرابة الستة أعوام تقريباً، وفي العام الثالث معاً يوشك أننا عشنا سويًا منذ أن كنا أطفالاً صِغار، لأن كلانا يحمل أسرار غيره وكلانا يحمل تفصيل حياة بعضنا، ونعرف تفاصيل دقيقة لا أحد سوى من عاشها يعرفها!

    لربما هذا لا فائدة منه، ولكن تجده أفضل شخص تصرخ في أذنه من آلام الحياة، وهو يتحمل آلام صراخي هذه بل ويجعلها دواء شافيًا لهذه الآلام. لا يكف عن السؤال عليَّ ولا ينسى كلانا أننا مهما اختلفنا فنحن في النهاية أعز أصدقاء، لربما اختلفنا وتشاكلنا عدة مرات ولكن حتى الآن قد ننسى أننا يومًا تخاصمنا.

    فإن كان لك عزيزي القارئ صديق فريد ومميز لا تتركه ولا تجعله يحزن واحترس من قطع الرابط الذي بينكما وإن حدث وتخاصمتما فدع باب حياتك مفتوحًا رجاء عودته، وإن تأخر ابحث عنه.


    وماذا عن الصديق الأفضل، إنه "أحمد" فهو الأفضل حقاً والحقيقة أنه الأقدم أيضاً لأني أعرفه منذ ثمانية أو تسع أعوام ونحن مازلنا على تواصل، لسنا نتواصل كتواصلي مع صديقي المميز، ولكن صوته وحده يطفئ لهيب احتراق أعصابي وهو من يشعلها في وقت آخر، هو بالنسبة لي كطفل أعتني به، وأخٍ حنون وصديق صدوق.

    اجتمعت به جميع الصفات التي أحتاجها حقاً، فنشترك في طيبة قلوبنا، وصفاء نوايانا، نشترك في اهتماماتنا وبعض التفاصيل من حياتنا قد تكون متشابهة. 

    قد يكون مضى زمن طويل على آخر مرة تقابلنا فيها ولكن تبقى علاقتنا أقوى من الجبال متحدة! وأصلب من صلابة الحديد، رغم كل ذلك قد يأتي زِلزال خفيف يهز هذه الجبال وقد تأتي أمطار يصدأ منها الحديد لذلك أسعى جيداً في الحفاظ عليه كأفضل صديق لمس قلبي.

   مع الأسف فالصديق الأفضل لا يحظي بالاهتمام الذي يحظى به المميز، ولكن لن يحظي الفريد بحب الأفضل وهناك فرصة للأفضل بأن يكون مميزاً.


وماذا عن بقية الأصدقاء؟! 

    جميعهم يشكلون أعمدةً وسقفًا لبيت نسكنه معًا ولولاهم لكنت شريدًا في غابة تملأها الذئاب والضباع أنام مرة في بيوت الأرانب ومرة أسفل الأشجار!

    وصديق المصلحة فهو عمود هش من أعمدة البيت لربما ينفعك اليوم وغدًا تلقاه مهدوماً فعليك اختيار الأصدقاء الصالحين.


الحمد لله الذي رزقني أصدقاء مميزون وصديق أفضل وأصدقاء هم أساس وسقف لمنزلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقد ازداد عدد الزائرين اليوم!😮