بالانتماء حينما تخلوا عنه، فأنا كنت منتميًا ذات يوم لأسرة في الجامعة، والحقيقة أنني كنت سعيد بانتمائي لها ولم أتخل أبدًا أنني ذات يوم قد أتخلى عنها أو قد تنحل هذه الأسرة في الأساس، حينها فقط شعرت بمعنى الانتماء.
ليس في هذا الموقف فقط، بل أيضاً حينما انتقلت من المدرسة إلى الجامعة، شعرت بانتمائي لـ "أولًا" : المدرسة "ثانيًا": معلمي المدرسة "ثالثًا": زملاء المدرسة، "رابعًا": كل ما كان يحيط بالمدرسة "خامسًا": كل شيء ارتبط بالمدرسة بشكل مباشر أو غير مباشر.
وفي الجامعة، فأشعر بانتماء شديد لأصدقائي الأقرباء في الجامعة، وزملائي في الأبحاث والمشاريع التي نعمل عليها، أساتذة الكلية، حتى المقاعد والسبورة والمكتب وكل رُكنٍ في أركان الكلية.
شارعي - الحي الذي أسكن فيه - المحافظة - البلد، كل ما بهم، حتى قد أقو مجازًا : رائحة الشوارع وألوانها، وضوضائها، حلوها ومرها.
المغزى الحقيقي وراء كل هذا الحديث، انه ولابد أن تحترم حب الناس لأشياء قد تبدو لك مكروهة، كحب والدي للحي الذي وُلِد به، لطالما كرهت هذا المكان بكل ما فيه من جوانب وكل من يسكن به، أكره برده وحره، ولكن حينما أقول ذلك لوالدي، أراه منزعجاً فأشعر بما يشعر به، لأنه يصيبني هذا الشعور حينما أسمع أحدهم يقول أنه يكره المكان الذي أعيش به!
قد يرى البعض أنه أمر عادي، بل وواجب علينا أن نحترم آراء الآخرين. ولكن القول هنا موجه لمن يحاول فصل أحدهم عن غيره، كمن يحاول فض قوم اجتمعوا على فعل أمر ما لا شرٌ فيه ولا خير!
أختم بقولي: شيء لطيف هو الانتماء، لأني أرى الانتماء هو الحب الصريح الذي يخلو من الصلحة، هو الحب التلقائي، حب يتولد داخل القلب يعمل كمغناطيس فيظل منجذبًا لما ينتمي إليه حتى لو كان به شرٌ قليل وملحوظ!
"ابحث عن الانتماء"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق