لربما يفكر الكثير " هل انتهت المواضيع لتتحدث عن الموت!" والحقيقة أنني أرى أنه ولابد من تذكر الموت من حين لآخر.
ليس بأن ترى شخصاً تعرفه قد مات، فهذا أمر عادي، كم من خبر على القنوات الفضائية بوفاة فلان ووفاة عِلان وترتان! نسمع عن حوادث قتل وسير ومرض، ولكنه لا يمس ضميرنا بشيء بالذات من كان ضميره نائماً هو الآخر!
الحقيقة المؤكدة أن كل شيء مصيره الموت عدا الله تبارك وتعالى، "كل هالك إلاّ وجهه" أستطيع أن أقسم بالله العلي العظيم بحقيقة الموت وأننا كلنا ميتون ولن أشعر بالقلق لأني أقسم بشيء أنا متيقِّن من حدوثه لامحالة.
وحينما أفكر بتعمق عن سبب إحساسنا المؤلم حينما نفقد شخصاً ما مهما كانت صِلة القرابة. غير مفهوم لدي بشكل واضح السبب المؤكد الذي يجعل منا حزانا على إنسان سمعنا به يوماً قد مات.
فعلى سبيل المِثال: "صليت يوماً بمسجد كبير بالقرب مني يسمى بدار الأرقم، وكانت صلاة الجمعة وخطيبها كان شيخاً يدعى: هاني الشحات، والحقيقة لأكون صريحاً لم أشعر تجاهه بشيء كخطبة نالت إعجابي أو صوت تِلاوة هزت مشاعري، فكنت أراه خطيباً عادياً لربما أفضل من الكثير من زملائه ولكنه عادي بالنسبة دي. وفي يوم ما بعد هذه الصلاة بحوالي شَهْر انتشر خبر على وسائل التواصل الاجتماعية بوفاة الشيخ هاني الشحات اثر حادث سيارة أليم....." الفِكرة هنا أنني تأثرت كثيراً بوفاته وحتى الآن أقول في نفسي"أشتاق إليك يا شيخ" لا أفهم لماذا ينتابني هذا الشعور المؤلم بفقدان شخص لم أتعامل معه يوماً، وما كان بيننا هي خُطْبة جمعة واحدة في مسجد كبير.
أريد أن أذكر شيئاً آخر متعلق بالموت، وهو ما يصل إلى القلب؟
كما قلت سابقاً أننا نسمع في يومنا أخباراً متعددة متعلقة بالوفيات، ولا يمس هذا مشاعرنا بشيء، ولكن إذا تمعنا النظر في أحدهم، وأريد أن أتحدث عن جدتي رحمة الله عليها كمثال على ما أريد أن أتحدث.
توفيت جدتي في عصر يوم الخميس في الحادي عشر من أغسطس لعام 2016 ميلادياً، وفي هذه الفترة كانت صلاتي تعاني من ضعف
كبير، حيث أني كنت أصلي الصلاة متأخراً، بل وكنت أصليها سريعاً، بينما توفيت جدتي قبل أذان العصر بحوالي ساعة أو ساعتين، والحقيقة لو كنت أنا من توفى لكنت أصلي الظهر حينها في الجحيم إذا لم يغفر الله لي. ما يمس قلوبنا حقاً هو ما بعد الموت، فإن تمعنا التفكير والتدقيق لوجدنا أن المشكلة ليست في الموت بذاته، المشكلة في لقاء الله، فهل نحن مستعدون للقائه؟
كانت لي جدة أخرى توفيت على سَجادة الصلاة صائمة في العشر الأواخر من رمضان في يوم الجمعة، غير أنك قد تسمع فُلان مات بينما كان يمثل دوراً على خشبة المسرح، أو بينما كانت الراقصة الفلانية ترقص أمام الرجال السُكارى نصفها عارٍ بينما أمرها الله تعالى بالحجاب والتستر....كيف ستقابل هذه المرأة ربها؟
لطالما سمعنا عن شباب ماتوا في العشرين من عمرهم، هل تابوا من ذنوبهم؟ هل كانوا يصلون؟ هل كانوا يتقون الله في السر والعلانية؟ الله أعلى وأعلم.....
في النهاية أختم بدعاء "اللهم احسن خاتمتنا وتوفنا وأنت راضٍ عنا ونعوذ بك من فتنة المحيا ومن فتنة الممات ومن فنتة المسيخ الدجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق