الجمعة، 5 نوفمبر 2021

(شخصيات) مصطفى محمود

    لا أعرف كيف أبدأ هذا المنشور وأنا أتحدث عن الدكتور مصطفى محمود، رحمة الله عليه وغفر الله ذنبه وجزاه الله خيراً على ما
أعطانا من علوم وتوعية في زمن يصعب على الإنسان العادي الحصول فيه على المعلومة.

   أرأيت أُمِّياً يعرف كواكب المجموعة الشمسية، ويعرف مسببات مرض الكوليرا ويدرك معنى يوتوبيا.

كثير من أصدقائي لا يفهمون سبب حبي العميق للدكتور مصطفى محمود رحمه الله، ولا أحد يفهم سببية اتخاذي له قدوة لي بعد محمد صل الله عليه وسلم.

 

   كنت صغيراً في المرحلة الابتدائية جالساً مع جدتي، خالتي، أمي وأخي نشاهد التليفزيون فأرى رجلاً كبيراً يتحدث بهدوء عن مرض الربو وأسبابه وبعض العلاجات وكيف تم اكتشافه. والحقيقة أنه لم يلفت نظري سوى انجذاب والدتي، جدتي وخالتي إليه، وإنصاتهم له، بل كنت أراقب تعابير وجوههم في أثناء مشاهدتهم له، التي كالنت مليئة بالشغف مع الدهشة والشوق.

   حينما كبرت قليلاً وصرت شغوفاً ببعض العلوم مثل الفلك، الطِّب والتاريخ وبحثي الشديد في الدين مقارنة بمن هم في سني! 

 


  في هذه الفترة مررت مصادفة بحلقة من حلَقات "العلم والإيمان" تقديم الدكتور مصطفى محمود، التي كان يتحدث فيها عن الفضاء وكواكب المجموعة الشمسة، يتحدث عن عطارد والزهرة ونظرية الانفجار الكبير وغيرها من علوم عن الفضاء.

   صار شغفي بالدكتور مصطفى محمود كبيراً وقتها، وصرت أبحث عنه لمعرفة من هو وما الذي يجعله مختلفاً عن غيره من علماء زمنه، لماذا هو من حصل على هذا الصيت العالِ، وما قصة الإلحاد الذي وصل إليها؟

   فبدأت بالسيرة الذاتية المقدمة من قناة الجزيرة الوثائقية والتي كانت مقسمة على حلقتين رائعتين مميزتين، والله أعلم مدى مصداقية


المعلومات التي قدموها بهذا الفيلم ووجدت أن الكثير من تفاصيل حياته مشابهة لتفاصيل حياتي بشكل كبير، ليس هذا فقط ما جعلني اتخذه كقدوة مثلا، بل أيضاً علمه وثقافته، وهذا هو ما أبحث عنه، أريد أن أكون مثقفاً مثله لا بل أكثر.

   أريد أن أكتب كتباً عن الفلسفة، ومن هنا أحببت الفلسفة لأن كلامها عميق ويثير تساؤلاتي، والحقيقة أنني في هذا العمر كغالبية من في عمري، تراودهم تساؤلات متعددة أيضاً وقد لا يحق أن تُسأل.

   في النهاية، أنا لا أدعو الجميع لمتابعته وقراءة كتاباته لأنها أذواق، ولكن إن كنت تبحث عن الدين والعلم، فستحصل على مصطفى محمود، غير إسهاماته العلمية القوية والدينية، كبنائه لمستشفى مصطفى محمود وبنائه لمسجد محمود وبالمستشفى كان يوجد متحف الجيولوجيا والتلسكوب. 


الحقيقة أنني أحتاج وقتاً طويلاً لأتحدث فيه عن مصطفى محمود من الصعب أن أعبر عن مدى حبي له بسهولة، غير أن الظروف العوالم التي شكلت مصطفى محمود تحمل تميزاً فريداً من نوعه وخليطاً غريباً يجعلك كلما قرأت عنه، فهمت من هو.





رَحِمَ الله الدكتور/ مُصْطَفى مَحْمُود
"مصطفى كمال الدين محمود حسين"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقد ازداد عدد الزائرين اليوم!😮